الكينونة والوجود
إن الكينونة والوجود في الفلسفة مترابطان ومتداخلان إلى حد ما من حيث المعنى؛ ولم يكن لدى الإغريق القدماء كلمة مستقلة تعبر عن "الوجود"، إذ نشأت كلمة "الوجود" ككلمة متميزة عن كلمة "الكينونة" في العصور الوسطى. وتأثر الفلاسفة المسيحيون بالفلسفة الإسلامية التي أدركت عرضية العالم المخلوق مقارنة بالله الخالق، حيث استخدم هؤلاء الفلاسفة من أمثال توما الإكويني الكلمة اللاتينية "existere" (والتي تعني "يوجد" أو "يظهر") على أنها مختلفة عن كلمة "esse" (التي تعني " to be - يكون") أو عن كلمة "essentia" (التي تعني " essence - الهوية"). لكن تم انتقاد التمييز بين الماهية والوجود في العالم في العصور الوسطى من قبل اللاهوتيين والفلاسفة في وقت لاحق لأسباب مختلفة. حافظت الوجودية المحدثة على التمييز بين الماهية والوجود ، لكنها قامت بعكس أولوية الماهية على الوجود، التي كانت في العصور الوسطى. حيث أن الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر، الذي انتقد النظرية التوماوية عن العلاقة السببية القائمة على الاختلاف بين