الحركة الانعكاسية للفكر - من الفينومينولوجيا، الأساسيات لدان زاهافي
الحركة الانعكاسية للفكر
مقطع من الفينومينولوجيا، الأساسيات لدان زاهافي
Phenomenlogy, The Basics by Dan Zahavi
لم يكن كل من هيدغر و مارلو بونتي ليقبلا تلك المقولة التي تعتبر أن مهمة الفينومينولوجيا تتمثل في أنها تصف الأشياء أو الخبرات بدقة وإتقان قدر الإمكان. ولم يعتبر كل منهما أنها تهتم بمبحث عن الظواهر بكل تنوعاتها الواقعية. بل كانت الفلسفة لديهما تتصف بموقف مختلف عن ذلك الذي يجده المرء في العلوم الوضعية (positive science). ويعتبر كل من التقويس (epoche) والتخفيض (reduction)، وهما مصطلحان يعودان لهوسرل واللذين يعبّران عن حركة الانعكاس في الفكر، أنهما لازمين للمرء كي يتخذ موقفًا في التفكير الفلسفي. وعلى الرغم من أن هيدغر ومارلو بونتي قد يكونان مختلفين مع تفاصيل عديدة في برنامج هسرل، إلا أنهما ملتزمين بالكامل بهذه الحركة الانعكاسية للفكر. حيث يُعتبر العلم الوضعي، لدى كل من هيدغر ومارلو بونتي، أنه يسلم جدلًا بأفكار معينة حول طبيعة الواقع من جهة الاستقلال العقلي، وأنه يظهر وكأنه يعتبر مثل هذه الأفكار معفاة من التمحيص النقدي. لكن مقصد الفينومينولوجيا هو السؤال عن مثل هذا التوجه الموضوعي (Objectivism)، والبحث في كل الموضوعات والنتائج العلمية والإنجازات الثقافية والحدوس الاجتماعية، إلخ.. برؤية تستكشف الكيفية التي تحضر وتظهر لنا كل هذه الأمور من خلالها. وإن كنا نحن كمشتغلين بالفينومينولوجيا منشغلين بأسئلة أنطولوجية أساسية، استوجب علينا، وفقًا لهيدغر، أن نشرع من خلال بحث عن فهم الدازين للوجود، وهذا يعني، أنه علينا أن نبحث في الوجود "طالما أن الوجود يدخل في إدراك الدازين"(1).
1- الزمان والكينونة، هيدغر
Comments
Post a Comment